QNB
QNB

اليابان والسويد: نهج مختلف في التعامل مع كوفيد- 19

نشر يوم : Sat, 09 Jan 2021

مع بداية عام 2021 ، يوفر التطوير السريع للعديد من اللقاحات الفعالة ضد كوفيد- 19 أملاً بإيجاد حل دائم لمعضلة الوباء العالمي. ويعتبر التوزيع السريع للقاحات وإطلاق برامج التحصين الشامل من الشروط الضرورية لتحقيق التعافي الاقتصادي المستدام على مستوى العالم خلال العام الحالي. ومع ذلك، فإن تنفيذ خطط التحصين الجماعي الطارئة ليس بالأمر السهل، حتى بالنسبة للاقتصادات المتقدمة الناضجة التي تتمتع بموارد هائلة ومؤسسات قوية وأنظمة إدارية راسخة.

وقد ثبت بالفعل أن الجهود الأولية للحصول على اللقاح وتوزيعه أصعب مما كان متوقع ا في البلدان التي تعاني من الانتشار الحاد للوباء، مثل الولايات المتحدة وأوروبا. ويُعد نشر اللقاحات في الوقت المناسب أمرا ضروري ا للحيلولة دون تزايد حالات الإصابة، والحد بصورة حاسمة من فرص حدوث تحورات إضافية في الفيروس.

QNB وتجدر الإشارة إلى أنه وفي ظل استمرار ارتفاع حالات الإصابة الجديدة بكوفيد- 19 على مستوى العالم، تضطر البلدان- حتى تلك التي لا تواجه انتشار اً حاداً للوباء أو لا تعاني من سوء إدارة في احتوائه- لإعادة فرض استراتيجيات تخفيف أكثر صرامة (الحجر الصحي وحظر التجول والإغلاق العام).
ومع ذلك، فقد برزت دولتان في طريقة إدارتهما للوباء. تتناول هذه المقالة دراسة حالة لليابان والسويد، حيث أدت استراتيجيات التخفيف المختلفة فيهما إلى احتواء أولي ناجح للوباء خلال موسم الصيف. إلا أن عدد الحالات الجديدة بدأ يرتفع في الأسابيع الأخيرة.

QNB في اليابان، وهي واحدة من أوائل البلدان التي شهدت حالات إصابة بوباء كوفيد- 19 بعد الصين، كانت إجراءات الحكومة فعالة في خفض الحالات الجديدة بسرعة من خلال سياسات الاحتواء والوقاية. وشمل ذلك ارتداء الكمامات والاختبارات الجماعية والنجاح في عزل المرضى المصابين وفرض تدابير التباعد الاجتماعي. ولكن حتى بعد استقرار حالات الإصابة الجديدة بفيروس كوفيد- 19 في مستوى منخفض جداً لعدة أشهر، تواجه اليابان حاليا موجة جديدة من حالات الإصابة، وتم ربط عدد منها بسلالة جديدة من الفيروس يُحتمل أن تكون معدية أكثر. ويتم النظر، في وقت كتابة هذا التقرير، في احتمال إعلان حالة الطوارئ في طوكيو وتشيبا وسايتاما وكاناغاوا.

في السويد، بعد الارتفاع الكبير في الحالات الجديدة خلال شهري أبريل ومايو، تمكنت الحكومة من السيطرة على الفيروس من خلال استراتيجية غير تقليدية. فبدلاً من تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي الأفقي )عمليات الإغلاق التي تفرضها الحكومات على مجموعات سكانية ومناطق بأكملها(، تم تطبيق استراتيجية تباعد اجتماعي عمودي أقل صرامة، مع قيود طوعية وعزل للمرضى المصابين والأشخاص الأكثر عرضة للتأثر بالوباء. كانت الفكرة تتمثل جزئي ا في تشكيل "مناعة قطيع" طبيعية لدى السكان الأصغر سن ا والأكثر صحة. لكن الارتفاع الأخير في الحالات الجديدة يؤدي إلى إحداث تحول في السياسات، حيث بدأت الحكومة في اعتماد تدابير أكثر تقييد اً.

بشكل عام، لايزال وباء كوفيد- 19 خارجا عن السيطرة. حتى في الاقتصادات المتقدمة والتي نجحت في البداية في السيطرة على الوباء، مثل اليابان والسويد، بدأت موجات من الحالات الجديدة تأخذ في الارتفاع. وعلى الرغم من أن أعداد الحالات يتزايد في السويد واليابان، إلا أن العدد الإجمالي يعتبر منخفضا مقارنة بالدول التي يوجد بها انتشار أكثر حدة للوباء. وعلى نحو مماثل، لا ينبغي للبلدان التي استطاعت السيطرة على الوباء أن تتهاون، ويجب عليها الاستمرار في اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة حتى يتم الانتهاء من حملات التطعيم الجماعية. وقد يؤدي الفشل في احتواء الوباء إلى حدوث طفرات قد تصعب السيطرة عليها. ويمكن لسلالات كوفيد- 19 المعدية بشكل أكبر، مثل الحالات الجديدة التي انتشرت في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، أن تنتج أوبئة أكثر حدة وتفتح المجال لحدوث مزيد من الطفرات.

 يمكنك أيضاً تنزيل نسخة PDF من التقرير   عربي و  English